مقالاتقضايا شبابية - مقالات

سواق توكتوك بس متنور! الوعي درجات، لكنه يصل للكل

سائق التوكتوك

انتشر حديثا على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لشاب يسوق –توكتوك- ويمتلك درجة من الوعي جعلته يتحدث بانفعال وحرقة عن تدني وصعوبة الأوضاع بصفة عامة و الاقتصادية بصفة خاصة وانعكاس ذلك على المواطن الفقير الذي يكاد لا يجد الضروريات اللازمة ليسد بها احتياجاته.

وتباينت الآراء حول كلامه ما بين من يؤيد السائق ومن ينتقده ، ولا يتناول هذا المقال ما قيل من آراء بقدر ما سوف يتناول ما تشير اليه هذه الآراء من الوعي وإدراك الوضع الحالي.

 

درجات الوعي عند الناس

مستويات الوعي وإدراك الواقع ومشاكله مختلفة بين الناس، فمنهم من يدرك المشكلة بشكل جزئي يتعلق بدائرة حياته الشخصية الضيقة وما يلامس واقعه من عقبات كأن يجد أسعار السلع قد ازدادت ، وأسعار المواصلات وهكذا… فيشعر بوجود مشكلة تهدد حياته لأنها تمنعه أبسط حقوقه، البعض الآخر من الناس يرتفع بإدراكه من دائرة حياته لدائرة المجتمع فيربط الغلاء بتدني المستوى الاقتصادي عامة وارتفاع سعر الدولار وانعكاس ذلك بالسلب على الفرد والمجتمع .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

والبعض يدرك الأمر بشكل أكثر عمقا فيربط كل ذلك بعدم وجود استقلال اقتصادي أساسا الذي يحتاج بدوره لاستقلال فكري وسياسي ، وأن الوضع أكثر تشابكا وتعقيدا من مجرد زيادة الأسعار في مقابل انخفاض أو ثبات دخل الفرد، هذا فضلا عن شريحة ليست قليلة من المجتمع لا تدرك وجود مشكلة به أصلا ، فهي ترى أن الأمور تسير على ما يرام ، وأن أي نقد أو اعتراض أو شكوى هو تشويه للحقيقة من عناصر مغرضة لا تقدر قيمة ما تحياه من نعمة العيش في أمان مقارنة بدول أخرى انهارت أو أوشكت على الانهيار!

واختلاف مستويات الوعي والإدراك للواقع المحيط يلازمه أيضا اختلاف في الرغبة والقدرة على الفعل فتأتي الاستجابات السلوكية في تفاصيل الحياة متابينة، فنجد البعض يرفض الواقع بالكلام و الشكوي دون التفكير والفعل مثل ما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي من بركان التعليقات والنقاشات حول الأوضاع والتحسر عليها والشتائم فيمن أوصلنا لهذا الوضع المزري ، ثم لا يحدث أي شيء اخر غير أن يعود كل فرد إلى حياته الروتينية وهو مهموم لينتهي به الأمر الى الرضا الإجباري بما هو كائن أملا في معجزة تأتي قريبا لتغيير واقعه المزري .

والبعض يحاول تقبل الواقع وإقناع نفسه أنه ليس في الإمكان أحسن مما هو كائن وبالتالي الرضى والتسليم والتعايش مع الأوضاع على ما هي عليه هو الأمر الوحيد الممكن ، وقليل هم من يحاولون التفكير فيما يحدث وتحليله وربطه بأسبابه ثم التحرك بوعي وفهم إلى التغيير والإصلاح الداخلي للنفس والخارجي للمجتمع ساعيا لمساعدة الناس والأخذ بأيديهم .

ماهو الحل؟

إذن نحن أمام مجتمع الطبقة العريضة منه منشغله بكيفية الحصول على احتياجاتها الضرورية ولا يسعها الوقت للتفكير في غير ذلك فأقصى ما تستطيع أن تفعله هو الشكوي والانتقاد ، وبين طبقة المسئولين الغارقة في البيروقراطية والفساد الذي أهلكها ونخر بنيانها فأصبحت خاوية على عروشها وبين غياب مفزع لطبقة النخبة العاقلة التي من المفترض أن تقوم بالتفكير وإنتاج الأفكار وتقديم الحلول لما يواجهه المجتمع من مشكلات.

هذا الانقسام بين أفراد وفئات المجتمع في إدراك الوضع الحالى وتقييمه والوقوف على أسبابه الحقيقية هو المشكلة الأولى بالتوقف عندها والبدء في مواجهتها ،.و أول خطوة في طريق الحل هو الإدراك المجتمعي للمشكلة وليس إدراك بعض الأفراد أو الفئات ، يأتي بعد ذلك تحديد المشكلة وأبعادها وأسبابها الحقيقية الكلية والبدء في وضع خطة جادة مفصلة واقعية لمعالجتها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وهو الأمر الذي لا يمكن حله إلا بجهود مجتمعية صادقة واضحة يشارك فيها المجتمع كله بكافة مؤسساته مع اختلاف المهام باختلاف الأدوار والوعي والقدرة على التغيير والفعل. وبدون هذا الوعي الكلي للمشكلة التي يعاني منها مجتمعنا لن يكون هناك إمكانية لتغيير الوضع المتردي الذي نحياه ، فالغارق في الوهم لا يمكنه معرِفة مكانه أو حالته فضلا عن التحرك لتغييرها.

حجر في حذائي، حكايتي مع رياضة الجري

 لاتدع الشاشة متسخة، حول المنظور الخاطئ للحياة

عفوا، قد يكون الطلاق حلًّا

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

منى الشيخ

مطور برامج

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالاسكندرية

مقالات ذات صلة