مقالاتعلم نفس وأخلاق - مقالات

احذر أن تُدمّر نفسك!

إن الإنسان قد يكون هو أكبر عدو لنفسه وذاته، ويستطيع بكل سهولة أن يقوم بتدمير كل ما يمتلك. 
وهذا ما سوف نحاول إيضاحه فى ذلك المقال؛ فالإنسان عن طريق ما لديه من أفكار أو طرق للتفكير يستطيع أن يخلق حياة سعيدة أو يجعل حياته تعيسة مليئة بالحزن. وكل ذلك عن طريق بعض أنواع التفكير الخاطئة.
ولأن الإنسان يعيش فى حياة مليئة بالضغوطات والمشاكل التى قد تتولد نتيجة ظروف مجتمعية أو ظروف عائلية وتختلف تلك المشاكل. وهنا تظهر عوامل تدمير الذات والنفس. ونُسلّط الضوء على بعض منها .

القلق:-

القلق هو حالة من الشعور بالتوتر والضيق، قد يكون القلق نتيجة تراكم بعض المهام على الفرد أو وجود بعض الالتزامات التى لا يستطيع الفرد القيام بها؛ فيؤدى إلى ظهور بعض الاضطرابات النفسية مثل؛ العصبية الزائدة وعدم الرغبة فى الحديث، ولكن يجب علينا التمييز بين نوعين من القلق وهما؛ القلق الجيد النافع للفرد والمفيد له أو ما يُطلق عليه القلق الصحى؛
فهو الذى يكون بمثابة الدافع للإنسان، ونضرب فى ذلك المثل؛ حين يتعرض الطالب للقلق نتيجة ضغط اختبار أو موقف ما؛ فإن القلق يكون دافع له للاجتهاد بصورة أكبر وأكثر وضوحًا أو يكون الدافع للعمل بصورة أكثر من أجل توفير المال للأسرة. هذا القلق لا ضرر منه؛ بل إنه يكون مفيد ًا.
أما القلق العصبى فهو قلق زائد ومفرط حيث يجعل الفرد غير قادر على التركيز من شده القلق، ولا يستطيع القيام حتى بالمهام التقليدية، ويُصاب الفرد بالانفعال الشديد.
والفرط فى القلق قد يؤدى إلى مضاعفات خطيرة أهمها الخوف وفى هذه المرحلة؛ قد يؤدى الخوف إلى إصابه الفرد بأمراض نفسية؛ فنجد على سبيل المثال بعض الطلاب لا يذهبون لآداء الامتحانات بسبب الخوف والقلق؛ لذا لا نقول بأن القلق ضار فى مُجمله، ولكن القلق المرضىّ هو الذى يكون ضار بالفرد ذاته والمجتمع .

الشك:-

هو واحد من أهم العوامل الأساسية التى تدفع الفرد للوصول للحقيقة، ولكن كذلك الشك قد يكون نافعًا، وقد يكون ضارًا، فنجد أنَّ هناك نوعان من الشك؛ وهما الشك المذهبى وهو شك قائم على موقف مُسبق يُسلِّم به الفرد ويخضع له فى كل موقف معين، ويسلم بتلك الأفكار.
وهذا الشك لا يصل بالفرد إلى الحقيقة المُطلقة؛ لأنه يعتمد فى شكه على أفكاره السابقة ومعتقداته السابقة. أما على خلاف ذلك نجد الشك المنهجى؛ وهو الشك القائم على التجرد من جميع الأفكار السابقة، وهو أسلوب علمى ومنهجى وعقلى، وهو ما يجب أن يسير على طريقة الباحث عن الحقيقة.

الانفعال العاطفى :-

الانفعال هو واحد من أخطر المشاعر التى تكمن داخل النفس البشرية؛ فالانفعال العاطفى غير المنضبط بقواعد عقلية سليمة؛ قد يؤدى بالفرد ذاته إلى ارتكاب جرائم مثل القتل أو الغضب الشديد الذى قد يؤدى إلى إنهاء علاقات دامت لسنين، وربما هدم أسرة بأكملها؛
حيث أن الانفعال العاطفى هو انفعال ينطلق بسرعة أكبر من التفكير بكثير؛ لذلك فإن الانفعال العاطفى قد يكون خطيرًا إذا لم يكن منضبطًا عقليًا، فمن يعرف كيف يُحكّم القوى العقلية على القوة العاطفية؛ فإنه سوف يعرف كيف يدبر انفعالاته ويتحكم بها.

دوام التفكير :-

إن دوام التفكير هو أحد العوامل الهامة التى تجعل الفرد لا ينظر بعين الاعتبار إلى ما يرتكب من أخطاء، ويجعله يظن أنه دائمًا على صواب؛ حيث ينطلق الفرد فى الحكم على الأمور من ذاته ونفسه دون قواعد حاكمة؛ وهذا يجعل الفرد يُطلق أحكام سريعة غير مدروسة تتوافق مع الهوى الخاص بالفرد، وما يحب ويكره دون النظر إلى ماتحمله تلك القرارات من صحة أو خطأ.

خلاصة:-

إن الإنسان الذى يتعامل مع الضغوط المختلفة بشكل عقلانى منظم؛ فهو بذلك يحافظ على ذاته ونفسه من الوقوع فى الخطأ؛ لأنه فى بعض الأحيان لا تنفع المادية أو القوة فى مقاومة ما يمر به الفرد من ضغوط، وحتى يتم تجنب الشعور باليأس والإحباط؛ يجب اتباع طريق العقلانية.

اقرأ أيضا:

الآلام التي دفنها الخوف

تجربة القرود، وثقافة الخوف

مشكلة الخجل وكيفية التخلص من آثاره السيئة

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مصطفى عاطف

عضو بفريق بالعقل نبدأ الصعيد

مقالات ذات صلة