أهمية النخب في المجتمع

أهمية النخب في المجتمع

المجتمع هو مجموعة من الأفراد بينهم علاقات مشتركة  ويتبادلون العواطف والاهتمامات ويتشاركون في الميول والأهداف.

وأي مجتمع لا بد أن يتكون من ثلاثة أضلاع هم السلطة في أعلى المجتمع وهي التي تكون المسئولة عن تنظيم أمور المجتمع في مختلف المجالات وثاني ضلع وهو الأهم وهم النخبة وهم فئة قليلة لا تتخطى 1% بالمجتمع وهم المسئولون عن التواصل بين السلطة وبين ثالث ضلع وهو القاعدة العريضة من الجمهور.

 

و أهمية النخب نابعة من كونها هي الفئة المسئولة عن الفكر التنويري في المجتمع وتبني المنهج العقلي من خلال إدراك وكشف الواقع الخارجي مع الإيمان بأهمية العقل البرهاني والتجربة في الظواهر المادية والنص لملء منطقة الفراغ العقلي.

 

والنخب هم الضلع الأهم في رأيي لبناء مجتمع يمتلك الفكر والثقافة، مجتمع قادر على صناعة المستقبل ومعالجة أنماط التفكير الخاطئة كالتعميم والمبالغة والثنائية الفكرية التي تقودنا لأمراض خطيرة كالتعصب على سبيل المثال.

 

ولكن تلك الخطوة تضع أمامنا تحديات تعوق عملية التفكير و أهمية  توضيحها وهي ثلاثة أنواع من التحديات:

 

أولا الدوافع النفسية: مثل القلق والاكتئاب

 

ثانيا الأمراض الباطنية: مثل العجب والحسد والغضب

 

ثالثا عوامل اجتماعية: مثل مرض السلطة والانقياد السلبي للجماعة

 

تلك الأمراض التي تعوق التفكير يجب أن يكون هناك دور هام للإعلام والمفكرين  في عملية التنوير المجتمعي ومعالجة كل أنماط التفكير الخاطئة

 

من خلال تبني منهج يعتمد على ثقافة الحوار بدلا من ثقافة فرض الرأي والتشكيك وتبني المنهج العلمي في طرح القضايا وتحليلها بهدف كشف الواقع والحقيقة وليس الجدال أو الصراع!

 

وتبني المنهج العلمي في التفكير الذي يعتمد على طرح القضايا ومعالجتها بشكل علمي منطقي قائم على كشف الواقع.

بحيث لا يكون الغرض من طرح المشكلات هو مجرد طرحها وسماع وجهات نظر مختلفة دون الوصول لحل واقعي مما قد يزيد من كثرة الاختلافات بين أفراد المجتمع بسبب عدم كشف الحقائق.

وأيضا الفن يساهم بشكل إيجابي في عملية التنوير المجتمعي بتبني أعمال تنشر ثقافة الحب والتسامح وتنشر القيم الإيجابية بدلا من نشر ثقافة البلطجة والفهلوي وثقافة عدم احترام القانون وتدمير القيم التي تربينا عليها.

 

إننا يجب أن نأخذ نموذجا من النخب الفكرية الناجحة ليكون مثال لنا وهو الدكتور عبد الوهاب المسيري  وهو من النخب الفكرية التي ساهمت في عملية التنوير المجتمعي والإدراك بأهمية العقل البرهاني وكان له إسهامات فكرية رائعة عن النفس الإنسانية والتفكير.
هذا النموذج يجب أن يكون نبراسا وطريقا لنا في سبيل  عملية تطوير المجتمع ومعالجة الأنماط الخاطئة والبحث عن مجتمع يملك العلم والفكر والثقافة.

 

ختاما وجب التأكيد أن أي مجتمع لن ينهض سوى بالعلم، وأي حضارة تمتلك العلم تستطيع أن تكون في مصاف التقدم وخير مثال على ذلك الحضارة الإسلامية بعلمائها ومفكريها وقادتها في مختلف العلوم الإنسانية.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.