إصداراتمقالات

هل سمعت عن الفتاة التي تحولت إلى قرد لأنها سخرت من القرآن؟” هل تحقيق العدالة يحتاج للمعجزات؟”

كثيرا ما نرى صورا منتشرة في مواقع التواصل الاجتماعية، أو نسمع حواديت من الآباء لأبنائهم عن البنت العاقة التي استهزأت بآيات القرآن فمسخها الله على هيئة خنزير برجل مسلوخة، أو ذلك الشاب الذي أدمن الخمر وسخر من المتدينين فجعله الله برصًا بشارب وسكسوكة بلا الروح الانسانية

ربما يجد بعض البسطاء والمتشككين والمهزومين في تلك الحواديت تثبيتا لدينهم المهزوز، من وجود إله قوي منتقم يدافع عن الدين ويحارب الكافرين، وينصر المتخاذلين؛ فمن وجهة نظرهم لا بد لهذا الإله أن ينصر أبناء الله وأحباءه بدون أدنى اعتبار لنواميس الكون وقوانينه العادلة.

وعلى الجانب الآخر يرى البعض أن هذه الحكايات هي ترهات وخرافات، فما الضير أن يسير الإنسان في هذه الأرض على حريته وبالقوانين التي ارتضاها لنفسه ما دام يمشي بخطوات متسارعة نحو التقدم المادي والإشباع الجسدي والوصول لأعلى مراحل الترف.

بين الفريقين تتوه الحقيقة

فالفريق الأول جعل من الإنسان والذي من المفترض أن يكون خليفة الله في الأرض –جعله- كائنًا عاجزا جاهلًا ولكنهم يغطون جهلهم بأن يسرحوا بخيالاتهم في انتصارات وهمية تثبت دينهم المتوارث عن آبائهم وأجدادهم دونى أي تدخل من عقولهم..

اضغط على الاعلان لو أعجبك

والفريق الثاني لم ير في هذا الإنسان إلا أنه مادة بلا روح، وربما يعتقدون أن الإنسان السليم هو الذي سلمت أعضاؤه من الأمراض الجسدية كالعمى والشلل وفقد أي من الحواس والشعور بأي من الآلام، فليست الآلام هي آلام الصداع والأسنان  فحسب بل إن أعظم الآلام هو ألم البعد عن الله وعدم معرفته،

المادية هي من تصنع المسوخ

بيد أن المادية المتوحشة تحاول جاهدة تخدير هذا الألم حتى لا يشعر الإنسان بالحاجة إلى علاج أمراض الروح الباطنية والتي إن تملكت من الإنسان أصبح مسخا حقيقيا –روحًا لا جسدًا- نعم فمن يؤذي الناس دوما ربما تتغير نفسه الإنسانية وتمسخ إلى عقرب سام، ومن غلبت قوته الغضبية على عقله ولم يستطع أن يزكيها تحولت نفسه وتمسخ إلى سبع متوحش، ومن لا هم له إلا النهش في أعراض الناس وغيبتهم لتصبح تلك الأحاديث هي فاكهة مجالسه؛ تشكلت نفسه ومسخت على هيئة الضباع التي تأكل الميتة، ومن ينافق ويتلون أمام رؤسائه تلونت نفسه تماما كالحرباء.

الأخلاق تُشكل الروح

إن صفات الإنسان وأخلاقه هي التي تحدد هيئته في عالم المعنى ودار الحقيقة والعدل، وتشكلها على هذه الأشكال الحيوانية ومسخها هي إهانة للإنسان الذي خاب إذ دساها، وظلم من الإنسان لتلك الحيوانات، فليس الإنسان هو من يتأفف ويلحقه الأذى عندما يتصف بتلك الصفات الحيوانية، فالحيوانات بصفاتها تلك والمجبولة عليها هي لحفظ توازن بيئته ولتحقيق الانتفاع المتبادل، فهذا هو دورها، بيد أن الإنسان صاحب الملكات السيئة هو الذي ارتضى باختياره أن يتنحى عن دوره وأن يكون أضل من الأنعام سبيلا

.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

اقرأ أيضاً:

الأخلاق وتأثيرها على الفرد والمجتمع

الرصاصة الأشد فتكاً هي القيم الضائعة

كيف يتم تهذيب النفس ؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أحمد السيد

بكالوريوس تجارة
خريج معهد إعداد الدعاة بوزارة الأوقاف
باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة